هـذا الـذي تـعرف البطحاءُ وطأتَه | | والـبيتُ يَـعرِفه والـحلُّ والـحرمُ |
هـذا ابـنُ خـيرِ عـبادِ الله كـلِّهمُ | | هـذا الـتقيُّ الـنقيُّ الـطاهرُ العَلَمُ |
هـذا آبـنُ فـاطمةٍ إن كنتَ جاهِلَهُ | | بـجَـدِّه أنـبـياءُ الله قـد خُـتِموا |
هــذا عـلـيٌّ رسـول الله والـدُه | | أمـسَتْ بـنور هـداه تـهتدي الأممُ |
إذا رأتــه قـريـشٌ قـال قـائلها | | إلـى مـكارمِ هـذا يـنتهي الـكرمُ |
يـكـاد يُـمـسكه عـرفانَ راحـته | | ركـنُ الـحطيم إذا ما جاء يستلمُ (9) |
الله شــرّفـه قِـدْمـاً وعـظّـمه | | جـرى بـذاك لـه فـي لوحِه القلمُ |
يُـنمى إلـى ذُروة العزّ التي قصُرَتْ | | عـن نـيلها عـربُ الإسلامِ والعجمُ |
مـشتقّةٌ مـن رسول الله نبعتُه (10) | | طـابت مغارسه والخيم (11) والشيمُ |
يـنشقّ ثـوبُ الدجى عن نور غُرّته | | كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظُّلمُ |
يُـغضي حـياءً ويُغضى من مهابته | | فـمـا يُـكـلّمُ إلاّ حـيـن يـبتسمُ |
مـا قـال لا قـطُّ إلاّ فـي تـشهده | | لـولا الـتشهد كـانت لاؤُه نَعمُ (12) |
عـمّ الـبريةَ بـالإحسان فـانقشعت | | عـنها الغياهبُ والإملاقُ (13) والألمُ |
كـلـتا يـديه غـياثٌ عـمّ نـفعُهُما | | يُـستوكَفانِ (14) ولا يَـعْروهما عَدَمُ |
سـهل الـخليقة لا تُـخشى بـوادره | | يَـزينه اثـنانِ: حُسنُ الخُلْقِ والكرمُ |
لا يُـخلف الـوعدَ مـيمونٌ نـقيبتُهُ | | رحب الفِناء، أريب (15) حين يعتزمُ |
حـمّـال أثـقالِ أقـوامٍ إذا فُـدِحوا | | حُـلْوُ الـشمائل تـحلو عـنده نِـعَمُ |
هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة أزمَتْ | | والأُسـدُ أسـدُ الشَّرى والبأس مُحتدِمُ |
لا يُـنقص الـعسرُ بـسطاً من أكفّهمُ | | سـيانَ ذلـك إن أثْـرَوا وإن عَدِموا |
أبـى لـهم أن يـحل الـذمُّ ساحتَهم | | خـيم كـريم وأيـدٍ بـالندى هـضمُ |
مِـنْ مـعشرٍ حـبُّهم دِيـنٌ وبغضُهمُ | | كـفرٌ، وقـربُهمُ مـنجى ومُـعتصَمُ |
مُـقـدَّم بـعـدَ ذِكْـر الله ذِكـرُهمُ | | فـي كـل بـدء ومـختومٌ بـه الكَلِمُ |
إن عُـدّ أهـلُ الـتقى كـانوا أئمتَهم | | أو قيل مَنْ خيرُ أهل الأرض قيل: هُمُ |
لا يـسـتطيع جـوادٌ بـعد غـايتهم | | ولا يُـدانـيهمُ قــوم وإن كـرموا |
مَـنْ يـعرفِ الله يـعرفْ أوّلـيةَ ذا | | فـالدينُ مِـن بـيت هـذا ناله الأممُ |
ولـيس قـولُك مَـنْ هذا ؟ بضائره | | الـعُرْبُ تـعرف مَنْ أنكرتَ والعجمُ |